الحل في يد الرئيس السوري بشار الاسد
الحل في يد الرئيس السوري بشار الاسد
الحل الحقيقي هو في يد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وليس في مفاوضات
الاستانة ولا غيرها، ذلك ان الرئيس السوري بشار الأسد ذاق مرارة المؤامرة الكبرى
التي جرت على سوريا وصمد تجاهها وحقق انتصارات ليست بالقليلة، بل هي كبيرة ومستمرة.
لقد تجمعت الصهيونية وأميركا ودول أوروبية وخليجية لاسقاط نظام الممانعة في
سوريا، لان سوريا قلعة العروبة والصمود في وجه العدو الصهيوني، ولكن ما كانت هذه
المؤامرة لتجد ساحة لها لو لم يكن هنالك فسادا كبيرا في سوريا، ولو لم يكن هنالك
ظلماً كبيراً من قبل أجهزة الامن ضد المواطنين السوريين، ولم تكن تجد ساحة لها هذه
المؤامرة لولا الديكتاتورية المفرطة في سوريا ولم تكن تجد هذه المؤامرة ساحة لها
لولا ان الحريات الثقافية والفكرية وحرية الرأي مفقودة كليا في سوريا، ويعيش 23
مليون نسمة في ظل نظام ديكتاتوري لا يسمح لاحد بابداء رأيه بنصف حرية، وليس بحرية
كاملة. ولذلك استطاعت المؤامرة ان تجد ارضا خصبة لها في صفوف عدد كبير من الشعب
السوري، قبل ان تتحول الى حرب تكفيرية ضد النظام من قبل منظمات إرهابية تكفيرية
ارادت إقامة دولة الخلافة الإسلامية على ارض سوريا والعراق ولبنان.
الحل في يد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وليس في الاستانة، لانه أولا
لا يوجد حرية رأي في سوريا، وعلى الرئيس بشار الأسد ان يعطي مساحة للحرية في سوريا
فيرتاح الشعب السوري ويستطيع ابداء رأيه ضمن القوانين النافذة، ويمكن وضع خطوط حمر
وهي عدم توجيه انتقادات لرئيس الجمهورية والجيش السوري، اما البقية فليس عليها
خطوط حمر ويحق للمواطن ان يبدي رأيه بالنسبة للاجهزة الأمنية والتعذيب والناس
الذين يموتون تحت التعذيب، ومنع انشاء صحف في سوريا، ومنع الندوات الثقافية الحرة
الموضوعية، وتسليط الأجهزة الأمنية على المواطنين لاعتقالهم كيفما كان، ومن دون
العودة الى القضاء، الذي هو يجب ان يصدر مذكرات توقيف، وان يستطيع الصليب الأحمر
ان يزور السجون السورية ويتعرف على حالة المساجين والموقوفين لمجرد الاشتباه بهم
ومدى التعذيب الذي يلحق بهم.
ثم ان انتخابات مجلس الشعب هي مسرحية كبرى، وليست ممارسة ديموقراطية، فمعروف
ان النواب يتم اختيارهم ثم تجري الانتخابات والاسماء معروفة سلفا. ومع ذلك، يجري
الحديث عن الديموقراطية في انتخاب مجلس الشعب. اما مجلس الوزراء فهو تحت رحمة
الأجهزة الأمنية ورؤساء الأجهزة الأمنية، والوزراء كلهم في السلطة التنفيذية
يخافون من رؤساء الأجهزة الأمنية، ولا يتشجعون على المبادرة واخذها واتخاذ
القرارات اللازمة لخدمة المواطنين بحرية وصدق، بل عليهم دائما مراجعة رؤساء
الأجهزة الأمنية او تلقّي اتصال هاتفي يبهدلهم ويلقي اللوم عليهم، ويجعل الوزراء
خائفين، اما القضاء في سوريا فهو غير مستقل وخاضع للامن وكل بلد ليس فيه قضاء
مستقل لا يمكن ان يكون هنالك ديموقراطية وعدل.
هكذا كان وضع سوريا لحين حصول المؤامرة الكبرى عليها، ومن البديهي ان يكون
الرئيس بشار الأسد قد استنتج كثيرا من المؤامرة ورأى كيف ان النظام كاد ان يسقط
لولا تدخل حزب الله وايران وروسيا والحشد الشعبي وشيعة أفغان. ولذلك عليه ان يعرف
انه في خطر كبير قد مر عليه، وتركيا أدخلت اكثر من 100 الف تكفيري عبر حدودها الى
سوريا لاشعال الفتنة في سوريا، وقطر والسعودية موّلت وقدمت الأسلحة للتكفيريين، في
مؤامرة مع الصهيونية وأميركا لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لكن صمود الرئيس
الأسد والجيش السوري ودعم الحلفاء وخاصة روسيا بالقصف الجوي العنيف أدى الى تثبيت
النظام وبقاء الرئيس بشار الأسد في سدّة الرئاسة، والى انتصار الجيش السوري في حلب
وتغيير موازين القوى لصالح الجيش السوري وحلفائه على حساب المعارضة التكفيرية
الإرهابية التي جاءت تخدم إسرائيل من اجل ضرب وحدة سوريا واضعافها وشلها وجعلها
غير قادرة على مواجهة إسرائيل لعشرات السنوات.
مفاوضات الاستانة لن تفيد الا عسكريا وجزئيا في تثبيت وقف اطلاق النار، لكن
الحل هو في اتخاذ قرار بارساء الديموقراطية في سوريا من قبل الرئيس بشار الأسد
الان قبل الغد، وجعل دمشق والمدن السورية المحررة في حلب وغيرها يوجد فيها حرية
رأي ومنتديات ثقافية تشرح المؤامرة وفي ذات الوقت تكون ضد الفساد وتسلط أجهزة
الامن والديكتاتورية، وتعطي ثقافة جديدة في الحرية والديموقراطية حقيقية وواضحة
وراسخة.
ان ضباطا في سوريا يملكون عشرات الملايين من الدولارات، ورواتبهم لا تساوي
الف دولار، فكيف جمعوا هذه الثروات وهم في أجهزة الامن، وان مسؤولين واقرباء
مسؤولين جمعوا ثروات طائلة ومعروف انهم كانوا على الأرض ولم يكن معهم الا مبلغ
يسير من المال، فكيف جمعوا هذه الثروات.
على الرئيس بشار الأسد ضرب الفساد وإعطاء الحرية واجراء الإصلاحات، وانتخاب
مجلس شعب جديد بحرية حقيقية وليس وضع الأسماء سلفا واجراء الانتخابات النيابية
لمجلس الشعب. وعندها سينظر العالم كله على ان الرئيس الأسد خطا خطوات جبارة ولا
يكون العالم مع الرئيس الأسد فقط، لانه ضد داعش وجبهة النصرة والتكفيريين، ويكون
الخيار بين الرئيس الأسد والتكفيريين ان يختار العالم الرئيس الأسد، لكن متى
انتهينا من التكفيريين، هل سنبقى على الحال التي كانت فيها سوريا سابقا، وادت الى
نجاح المؤامرة مؤقتاً الى حين ردعها والحاق الهزيمة بالمؤامرة الكونية ضد نظام
الرئيس بشار الأسد.
ويستطيع الرئيس بشار الأسد منذ الان تشكيل حكومة مشتركة شاءت المعارضة أم
رفضت، لكنه قادر على اختيار أسماء نظيفة ومعارضة ولم تقتل وليس في يدها دماء
واشراكها في الحكومة بدلا من ان تكون بعيدة عن الحكم والحكومة، ويأتي دائما
بالوزراء جهاز امن الدولة او ضابط امني كبير ويؤلف الحكومة ويقدم اللائحة للرئيس
الأسد ويقرها الرئيس الأسد.
لقد نجت سوريا ونجا الرئيس الأسد من مؤامرة كبرى، ونحن على أبواب انتصارات
اتية، والتكفيريين انشاء الله الى زوال وهزيمة كبرى، وسوريا الممانعة بقيادة
الرئيس بشار الأسد ستعود قوية وممانعة وداعمة للمقاومة، وتقف في وجه العدو
الصهيوني وتدعم القضية الفلسطينية، وهذه هي سوريا التي نعرفها، لكن يجب إعطاء
الحريات للشعب السوري خاصة في المناطق المحررة، ويجب تخفيف تسلط أجهزة الامن على
الشعب، ويجب اصدار صحف جديدة فيها حرية رأي، ويجب ان لا يبقى المواطن السوري خائف
من الامن السوري، ومن التعذيب في السجون والاقبية، وان يشعر ان الحكم هو استيعاب،
وطالما ان الرئيس الأسد قد انتصر جزئيا وهو على طريق الانتصار الأكبر، فمطلوب منه
القدرة على استيعاب الشعب، واراحته، وتقديم كل ما يلزم له وان يرسي نظاما
ديموقراطيا حقيقيا في سوريا وعندها ستصبح سوريا قبلة الشرق الأوسط واقوى دولة في
المنطقة بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، الذي هو من كبار المثقفين والقادة
الأقوياء والشجعان، الذي صمد واستطاع الانتصار بفعل هذا الصمود.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire