أعلان الهيدر

mardi 10 décembre 2019

الرئيسية هذا ما يحدث وقت قيام الليل و نحن نائمون

هذا ما يحدث وقت قيام الليل و نحن نائمون

هذا ما يحدث وقت قيام الليل و نحن نائمون

ذُكر قيام الليل في العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين والسلف الصالح، منها قول الله تعالى في سورة السجدة: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)، وذكر كلٌّ من مجاهد والحسن أنّ المقصود من الآية السابقة قيام الليل، كما قال ابن كثير حمه الله: (يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة)، كما قال الله تعالى أيضاً في قائمي الليل: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، وقال الحسن في بيان الآية السابقة: (كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السَحَر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار)، ومن الأحاديث التي وردت في قيام الليل ما راوه عبد الله بن عمرو أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (مَنْ قامَ بعشرِ آياتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافِلِينَ، ومَنْ قَامَ بِمائَةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ، ومَنْ قامَ بألفِ آيَةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرِينَ)، ومن الأقوال الواردة عن السلف الصالح في قيام الليل، ما ورد عن الحسن البصري أنّه قال: (لم أجد شيئاً من العبادة أشدّ من الصلاة في جوف الليل)، كما كان شداد بن أوس لا يرغب بالنوم، ويقول عند نهوضه من النوم: (اللهم إنّ جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه).

يُطلق قيام الليل على ما يؤديه المسلم في الليل أو في جزء منه في الصلاة، أو غيرها من العبادات من قراءة القرآن، أو التسبيح، أو الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، أو ذكر الله تعالى، وتجدر الإشارة إلى عدم اشتراط قيام كامل الليل، وفيما يأتي بيان عددٍ من الأفضال المترتبة على قيام الليل:

نيل المقام المحمود، والمنزلة الرفيعة بقيام الليل؛ حيث قال الله تعالى: (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا)،[ والتهجد يقصد به قيام الليل وقراءة القرآن وتلاوة آياته بعد النوم، أمّا المقام المحمود فهو يوم القيامة يحمده به الأوّلون والآخرون، وقال ابن القيم في بيان حال قيام الرسول عليه الصلاة والسلام: (ولم يكن يدع قيام الليل حضراً ولا سفراً، وكان إذا غلبه نوم أو وجع، صلّى من النهار اثنتي عشرة ركعة).

علامةٌ من العلامات التي تدلّ على عباد الرحمن، فقيام الليل من أجلّ العبادات وأفضلها مكانةً ومنزلةً، ومن أعظم السنن الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام، التي تحقق السعادة والتقوى للعبد، فلا يستطيع أحد عليها إلا بتزكية النفس، وطهارة ونقاء الباطن. علامةٌ على العباد المؤمنين والصادقين؛ حيث قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ).

علامةٌ على التقوى، وقال الحسن البصري رحمه الله في ذلك: (يعني لا ينامون من الليل إلا قليلاً، فهم يكابدون الليل في القيام والركوع والسجود، ومع ذلك يختمون هذه العبادة بالاستغفار، سبحان الله وقدوتهم في ذلك سيِّدهم محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، حيث كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه). قيام الليل أمرٌ من الله تعالى للعباد، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، والناشئة الواردة في الآية الأخيرة يُقصد بها بداية الليل، وذلك عند بعض العلماء، وذهب علماءٌ آخرون إلى القول بأن ناشئة الليل هي القيام بعد النوم في الليل.

سببٌ في إجابة الدعاء؛ حيث روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّه قال: (سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: إنَّ في الليلِ لَساعةٌ، لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ، إلا أعطاه إياه، وذلك كلَّ ليلةٍ).

كيفية قيام الليل بالتفصيل

إنّ وقت قيام الليل يبدأ منذ الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمرّ وقتها حتى طلوع الفجر، ومن الأفضل أن يكون قيام الليل في الثّلث الأخير من الليل، وذلك لأنّ الرّب تبارك وتعالى ينزل فيه إلى السّماء الدّنيا فيقول:" هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ حتى يطلع الفجر "، رواه مسلم وأحمد.، وإذا قام المسلم بأداء قيام الليل في أيّ وقت منها فقد أصاب السنّة، ونال الأجر إن شاء الله.

وقيام الليل لا عدد محدّد لركعاته، فهي مطلقة، ويمكن للمسلم أن يصلي فيها قدر ما يشاء، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصّبح صلى ركعةً واحدةً، توتر له ما قد صلى "، متفق عليه، وإن اقتصر على إحدى عشرة ركعةً مع الوتر فهذا هو الأفضل، وذلك لأنّها صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد قالت عائشة رضي الله عنها، وقد سئلت عن صلاته بالليل في رمضان فقالت:" ما كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعةً، يصلي أربعًا فلا تَسلْ عن حسنهنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسلْ عن حسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي ثلاثًا ". قالت عائشة رضي الله عنها:" فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي "، رواه البخاري.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

.
https://mawsou3at.book/.com. Fourni par Blogger.