طرق حصول
بعض الحشرات على غذائها
تـأكل الحشرات كميات هائلة من الطعام، وكل ما هو من
أصل نباتي أو حيواني هنالك نوع من الحشرات يغتذي به، فهناك حشرات تأكل اللحم
والعظام والدم والريش والسجاد، كما هنالك حشرات تأكل الخشب ونسغ النبات والورق
والسجائر. وهذا التباين في أنواع الغذاء يتطلّب تفاوتا في شكل أجزاء الفم، وفي هذا
المجال يمكن تصنيف الحشرات إلى ماضغات وماصّات وماسحات.
فالماضغات هي الحشرات التي لها فكان للعض، ولا يختلف
شكل الفكين إن كانا لعضّ اللحم أو لعضّ الورق، وعندما تمضغ الحشرة طعامها فإن
فكيها يتحركان من جانب لأخر وليس صعودا ونزولا. وهناك أجزاء فوهية أخرى تساعد في
دفع الطعام إلى داخل الفم، ومن الماضغات أيضا الخنافس الأرضية التي تصطاد صغار
الكائنات من التربة فتمزقها بفكيها إربا إربا، كذلك يتصيد اليعسوب الذباب والبعوض
في أثناء طيرانه. وتشكل الأزهار والبزور والأوراق والجذور طعاما للماضغات آكلة
النبات.
والماصات هي الحشرات الأنبوبية الفم وأبرزها البعوض،
فالبعوضة الأنثى تمتلك خرطوما تغزّه في جسد مضيفها كي تمتص قليلا من الدماء، كذلك
فإن الحشرات التي تغتذي بنسغ النبات لها أجزاء فم ماصّة ذات طرف حاد تغرزه في ساق
النبتة. والعث والفراش هي أيضا من الماصات، وخراطيمها طويلة بالضرورة كي يتسنى
مدها داخل الأزهار لبلوغ الرحيق، وحينما لا تستعمل الحشرة خرطومها المصاص فإنها
تلفه بشكل مرتب أنيق.
وتضم الماسحات من الحشرات الذباب، والذبابة تقوم
عندما تدب فوق مصدر للطعام بمسح جزء فمها عليه، وهي بذلك تظهر وكأنها تلعقه أو
تمسحه بلسانها لأن جزء الفم الذي يمس الطعام أشبه بلبدة ليّنة، وتخترق هذا الجزء
فتحات دقيقة متعددة تتصل بأقنية الطعام. ولأن الذبابة لا تستطيع "مسح" الطعام
الصلب فإنها تفرز فوقه قليلا من السائل ليذيبه، ومن ثم تشفطه إلى أقنية الطعام.
الدبابير، الزنابير، النحل، والنمل
هذه مجموعة كبيرة من الحشرات، تعيش معظمها في مستعمرات حيث تعمل جميعها
لفائدتها المتبادلة، فمستعمرة نحل العسل تركز حول الملكة الكبيرة التي تكون مسؤولة
عن وضع البيض، بينما تكون وظيفة الذكور هي تلقيح بيوض الملكة، بينما تنفذ بقية
المهام الإناث العقيمة المجهدة وهي العاملات. وللنمل مستعمرات مشابهة معقدة، غالبا
ما تكون أفرادها مختصة؛ وهناك مستعمرات نمل وحشية في بعض أجزاء العالم تتنقل بشكل
دائم من مكان إلى آخر، ومثال ذلك نمل الجيوش في أميركا الجنوبية ونمل السفاري في
إفريقيا، وهي ضروب لواحم متوحشة تهاجم أي حيوان حي تصادفه في طريقها. ويبني النمل
أعشاشه تحت الأرض غالبا وفي الأشجار اليابسة، ويستخدم البعض منها شكلا خاصا من
الشمع لبناء خليته؛ كما وتستخدم بعض الزنابير أعشاشا هشة من الخشب الممضوغ، وتبدو
المادة الناتجة كأوراق خشنة جافة.
القمل والبراغيث
البراغيث والقمل طفيليات تعيش على الجزء الخارجي من جسد مضيفها، وكلا النوعين
عديم الأجنحة وتصيب الثدييات والطيور على نحو رئيسي. وتنزع البراغيث للتطفل على
الطيور التي تعشش في فتحات الشجر من شاكلة النقارات والبوقير، وعلى الثدييات التي
تعيش في الحفر والأوكار، والإنسان هو أحد الكائنات الرئيسية القليلة التي تعاني من
إصابة البراغيث، والمشكلة في هذا المضمار ليست مجرّد الحساسية الذي تسببه وامتصاص
الدم ولكن إمكانية إصابة المضيف بمرض ما. فوباء الطاعون أو الموت الأسود الذي
انتشر في أوروبة خلال العصور الوسطى كان قد انتقل عن طريق البراغيث التي حملتها
الجرذانالمصابة بالمرض، والتيفوس يظهر في المجتمعات المزدحمة القذرة ويمكن انتشاره
عن طرق القمل.
الجنادب، الجراد، والصراصير
هي مجموعة قمّامات وعواشب شرهة غالبا ما تسبب أضرارا للبشر الذين يمقتونها
إجمالا. فالجندب والجدجد حشرات تسكن الحدائق والمروج وهي غالبا لا تسبب ضررا يذكر
للإنسان، إلا أن الكثيرين يكرهونها بسبب منظرها المنفر وصوتها (في حالة الجدجد)،
أما الجراد فهي حشرات مؤذية ومخربة، تسبب الكوارث وإتلاف المحاصيل الزراعية.
والصراصير من أشهر أعضاء هذه المجموعة، إذ أنها تتواجد في جميع المناطق التي
يقطنها الإنسان، كما وتشاركه مسكنه حيث توجد بداخل وحول المباني السكنية وتأكل
النفايات والأطعمة المخزونة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire